مجلة فن السرد: حيث تتجسد الكلمات وتتحرر المعاني | جمال كريم

الكاتب: مجلة فن السردتاريخ النشر: عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 


في فضاء الأدب، حيث تهيم الكلمات بحثًا عن موطئ قدم على صفحات الزمن، تولد مجلات تُشبه القلاع الحصينة، تحرس الإبداع وتمنح الفكرة حق التجلي. مجلة فن السرد ليست مجرد منصة للنشر، بل هي مرآة تعكس وجوه الكتابة الحقيقية، حيث يصير الحرف كائنًا نابضًا بالحياة، يتقافز بين جنبات السطور، متخليًا عن جمود المداد ليحلق بحرية في سماء الخيال والفكر.
ليست المجلة مَعلمًا أدبيًا عابرًا، ولا مجرد منصة لإيداع النصوص ثم نسيانها بين أرشيف المقالات، بل هي كيان نابض، يتنفس من خلال الإبداع، يقتات على الطموح، ويُعيد إنتاج المعنى في صور جديدة، حتى ليبدو أن السرد هنا ليس حكاية فحسب، بل هو فلسفة تُعاد صياغتها بكل مرة عبر قلم جديد.
 إن الذين حملوا راية النشر في هذا الصرح، لم يلقوا بدفاترهم على قارعة القراءة، بل نسجوا من أرواحهم نسيجًا يليق بمقام الأدب، حيث يصبح لكل نص أنفاسه الخاصة، ورؤيته التي تتجاوز حدود العادي.
غير أن الكتابة، كما تعلمنا من أبجديات الضوء، مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا، وحين تهب مجلة فن السرد هذا الامتياز لمن يستحقه، فإنها بذلك تُشبه زارعًا يدسّ بذوره في أرض خصبة، لا يقبل أن تذبل قبل أن تثمر. 
ولذلك، حين يُمنح الكاتب.ة. مفتاح النشر، فهو لا يُعطى فرصة للغياب، بل يدعى إلى العرس الكبير للكلمة، حيث لا مقاعد فارغة، بل أوراق تنتظر أن يخطها من يليق بالمقام.
فهل يُعقل أن نرى نصوصًا تسكن الذاكرة ولا تجد طريقها إلى النور؟ أليس من العدل أن يحتل مكانَ العاجزين عن الفعل أولئك الذين يقفون خلف الباب حاملين شعلة الإبداع؟ فن السرد ليست دار ضيافة، بل هي ميدان مفتوح، والأحق بالمكان هو من يجعل الكلمات تتنفس، لا من يجعلها تترنح في صمت الانتظار.
لذلك، يا من تنتمون إلى هذا الصرح، لا تتركوا الحروف حبيسة النية، بل امنحوها حق الحياة فوق هذه الصفحات الالكترونية، قبل أن تُنتزع منكم هذه الفرصة لتُهدى لمن يدرك أن الأدب ليس رفاهية، بل هو رئة الوجود.

مجلة فن السرد | زوايا
التصنيفات

شارك.ي. المقال

قد تُعجبك هذه المشاركات

iqraaPostsStyle6/زوايا/6/{"cats":false}

إرسال تعليق

اترك.ي. تعليقا

ليست هناك تعليقات

2455631403162698945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث