هوس وسائل التواصل الاجتماعي 

الكاتب: الكاتبة لينا أحمد (Jihad Loloniat)تاريخ النشر: عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

مواقع التواصل الاجتماعي  فيسبوك إلى واتساب، تويتر وأنستغرام وتيك توك المحتوى


يتميز عصرنا بالسرعة، وما لعب دورًا مهمًا في ذلك ولا يمكن تجاهله، هي التكنولوجيا، التي أصبحتْ تتطور بشكلٍ سريعٍ ومستمر، يكاد يكون مخيفًا، فأضحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا ومهمًا لا تكاد حياتنا اليومية تكتمل إلّا به. تتعدد وتتنوع المنصات، ويظلّ هدفها (الأصلي) هو المساعدة على التواصل والتفاعل،  ونشر الثقافات المختلفة. 
لكن أصبح الهوس بالسوشيال ميديا ظاهرة تستدعي الانتباه لها وعدم التغافل عنها؛ فقد بدأت تؤثر على جوانب متعددة من حياتنا النفسية والاجتماعية، والأسوأ، استخدامها السلبي الذي يعود بالضرر الفادح.
هوس السوشيال ميديا يدلّ على الإنشغال المُفرط والدائم بالتواجد  في كُلّ وقتٍ والحضور التام في أيّ زمنٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، فيؤثر ذلك تأثيرًا سلبيًا على الحياة اليومية للأفراد. يمكن أن يكون هذا الهوس ظاهرًا في: قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، تصفح  المحتويات، النشر بلا توقف، التفاعل مع المنشورات طوال الوقت، البحث عن الإعجابات والتعليقات وعدد المشاهدين، الدردشات اللامتناهية، تتبع حياة الغير بلا انقطاع، التنقل بين المنصات طوال اليوم ومشاهدة الفيديوهات بلا انقطاع. 
هناك عدة عوامل تساهم في انتشار هوس السوشيال ميديا لكن أبرزها وأهمها:
1. وسيلة هروب: كثيرًا ما تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للهروب من ضغوطات الحياة، وتخفيف وطأتها بصورة يومية، وتسكين الآلام في كُلّ ساعة مما يسبب الإدمان مع مرور الوقت. 
2. الضغط الاجتماعي: في ظلّ ضغوطات الحياة وفي سبيل إرضائك لمن تتابعهم فقد يجعلك ذلك تتفاعل معهم إلى حدّ الاستخدام المفرط. 
3.التحفيز النفسي: بمقدور السوشيل ميديا تحفيزك، وذلك من خلال ما تنشره ومن خلال ما تُعلق عليه وتتصفح محتواه بشكل دائم، فيؤدي ذلك إلى تعزيز الشعور بالإنتماء والإحساس بالقبول.
4. سهولة الوصول: أصبح من السهل جدًا الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتوفر الأجهزة الذكية، فقد أصبح كذلك بإمكانك الدخول من خلال ساعة يد ذكية. فيسهل ذلك الإدمان عليها والانشغال بها عمّا سواها.
5. الإدمان على المحتوى: تتضمن هذه المنصات محتوى متنوعًا وجذابًا يثير الفضول، مما يجعل المشتركين يعودون مرارًا وتكرارًا لإشباع رغباتهم.

 التأثيرات السلبية لهوس السوشيال ميديا عديدة، منها:
1. العلاقات الاجتماعية: يمكن أن يؤثر الهوس بالسوشيال ميديا على العلاقات الاجتماعية الحقيقية التي تخلقها على أرض الواقع، فبدلًا من التواصل معهم، تستقر جلّ وقتك في الركون خلف الشاشات والتواجد مع أصدقاء وهميين وصداقات باهتة.
2. تطوير الذات: يُعتبر إدمان التواجد على وسائل التواصل الإجتماعي مُعرقلًا  لتطوير الذات، فجلّ وقتك تستهلكه في التفاعلات والتصفح على أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع، وضررها أعظم من نفعها بدلًا من استثمار وقتك في نفسك من تطوير مهارات وتكوين علاقات حقيقية وتحقيق أهداف واقعية وعظيمة.  
3. الصحة العقلية: من أبرز التأثير السلبية والتراكمية على إدمان وسائل التواصل الاجتماعي هو تأثيرها على الدماغ، فتؤدي إلى إلحاق أضرار مُستعصية به. 
4. الصورة الذاتية: أغلب المشاهير حياتهم ليست مثالية كما تراها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعند اهتمامك بهم وتتبع حيواتهم يؤدي ذلك إلى مقارنة حياتك بحياتهم، مما يشوه نظرة الذات وزيادة الشعور بعدم الكفاءة والتقبل بل وأحيانًا يصل إلى حدّ السخط من القدر. 
5. الصحة النفسية: يمكن أن يؤدي الإدمان عليها إلى إحداث العديد من الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والتوتر الدائم وذاك عند المُقارنة. 
6. الإنتاجية: قد يؤثر الانشغال المفرط بالسوشيال ميديا على الإنتاجية في العمل أو الدراسة، مما يؤدي إلى إحداث تراجع في الأداء.
هناك بعض الاستراتيجيات الفعّالة التي تفيد في مواجهة الهوس بالسوشيال ميديا، عليك اتباعها ومنها:
1. البحث عن الأنشطة البديلة: ممارسة الهوايات كالرسم، الرياضة، السباحة مثلًا يعزز من الصحة النفسية ويزيد من نشاط العقل مع المساعدة في تطوير الذات. 
2. الوعي الذاتي: مقارنة النفس بالآخرين ينتج عنه الإكتئاب والقلق الدائم ونوبات من البكاء، الأفضل عدم تتبع حياة الأخرين والانشغال بالنفس فقط مع الرضا بالمكتوب من النصيب.  
3. تحديد الوقت: تحديد مُدة زمنية بعينها على الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي مثلًا ساعة أو لبضعة لحظات يمكن أن يساعد في تقليل الهوس. 
4. التفاعل الحقيقي: تطوير المهارات في التواصل الاجتماعي وتكوين علاقات اجتماعية حقيقية وناجحة عن طريق قضاء وقتٍ مع العائلة والأصدقاء بعيدًا عن الجلوس خلف الكيبورد. 
مع الانتباه أن هوس التواصل الاجتماعي لا يمكن التخلص منه بشكل كُلي في نفس اللحظة؛ فإدمانك عليه كان تدريجيًا، لذا تخلصك من الإدمان والهوس يكون كذلك بصورة تدريجية ويتطلب ذلك رغبة حقيقية في التغير نحو الأفضل وصبر وعزيمة. 
هوس السوشيال ميديا هو ظاهرة تتطلب منّا نظرة ثاقبة وتفكير نقدي ووعي ذاتي؛ فكان لا بُدّ من تسليط الضوء عليها؛ لضمان عدم تأثيرها سلبًا على حياتنا اليومية وسلامة صحتنا، ومن خلال الاستخدام الصحيح لهذه المنصات يمكن الاستمتاع والاستفادة منها في بناء الذات دون أن نكون أسرى لسجونها. 

زوايا 


التصنيفات

شارك.ي. المقال

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

اترك.ي. تعليقا

ليست هناك تعليقات

2455631403162698945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث