الشتاء | إيمان مرسي

الكاتب: Emanmorsyتاريخ النشر: عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 2 تعليق

 

مجلة فن السرد مرسي


كان يقف هناك في هذا البرد القارس، ينظر إليها وهي تأخذ أولادها واحدًا تلو الآخر لتُدخلهم تحت السيارة. ثم انحنى بجسده ليرى ماذا تفعل معهم، فوجدها تحتضنهم بحب. جلس القرفصاء في سعادة متناهية، ناسيًا البرد والمطر الذي يهطل عليه، مثبتًا عينيه على هذا المشهد الأمومي الحميم.

كلما مرت الدقائق، ازداد المشهد روعة؛ إذ كان صغار القطط ينجذبون نحو أمهم ليحصلوا على دفء أكبر. وكلما ازداد الجو برودة، زادت العاطفة واشتدت، متحدةً مع قسوة الشتاء...

ظل جالسًا على وضعيته، لكنه في لحظةٍ ما أحس بالبرودة تسري في جسده. وقف على قدميه، ينظر حوله في انتظار أن تأتي إليه وتحتضنه، لكنها لم تصل بعد. أخذ يجري حتى وجد مكانًا لا يصل إليه المطر، فجلس فيه، حاضنًا ركبتيه الصغيرتين بين يديه، محكمًا قبضته، منتظرًا أن تأتي لتأخذه إليها، كما فعلت القطة مع صغارها.

وأخيرًا جاءت. أخذت عيناها تبحث عنه في كل مكان، والخوف ينهش قلبها. يا تُرى، ماذا حدث له؟ أين ذهب؟ لقد تركته للحظات فقط لتحضر لهم غطاءً يدفئهم!

وفجأة، وجدته. وفي ابتسامة صافية، جرت إليه واحتضنته بشدة، وعيناها تلمعان بالدموع.

نظر إليها بلوم وقال:

أين ذهبتِ؟

أجابته بحنان:

كنت أبحث عن غطاءٍ يدفينا.

لكنه قال بقسوةٍ طفولية:

القطة ليس لديها غطاء، ولم تترك أولادها لتحضره لهم، بل احتضنتهم فقط... وبالطبع، شعروا بالدفء الشديد دون غطاء!

ابتسمت، ثم أخذته بين أحضانها. رغم ضآلة جسدها، إلا أنها شعرت بأنها مسؤولة عنه. شعرت بالدفء يتسلل إليهما دون غطاء...

لكن فجأة، استيقظ من نومه، ليجد نفسه جالسًا يحتضن ذاته، ويرى القطة تخرج من تحت السيارة، تاركة صغارها، بحثًا عن طعام.

مجلة فن السرد | مشاتل
التصنيفات

شارك.ي. المقال

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

اترك.ي. تعليقا

تعليقان (2)
  1. القصة جميلة جدا وفيها مشاعر كتير اهمها ان الطفل بيحتاج حنان الام او الاب اكتر من احتياجه المادى ليهم
    وشايف انها دعوة لكل ام انها تهتهم بتربية ابنها اكتر ولا تتركه لمربية غيرها من اجل العمل

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على رأيك في القصة واتمنى باقي القصص تنال إعجابكم

      حذف

2455631403162698945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث