منزل صغير، خمس غرف و مطبخ ثم حمام، صورتان معلقتان في الصالة يوجد في الأولى رجل عجوز عابس الملامح والتجاعيد تملأ وجهه البشع، أما الثانية فهي زوجته مبتسمة ابتسامة صغيرة تبين الخوف مخلوط ببعض الفرح، فما يدور في ذاك المنزل اللعين المظلم لا يدعو إلى الفرح، خمسة إخوة أربعة رجال وبنت، كل في غرفته، يجتمعون في الأكل.
الأخ الكبير سعد، متسلط ونصاب، الثاني مرشد مشاغب مرهف الإحساس، يدرس في السنة الثانية اقتصاد، أما الثالث فهو حميد الملتزم دينيا، لكنه لا يفهم في الدين، متعصب لرأيه. الرابعة هي ثريا التي تريد أن تجمع شمل الإخوة، أما الخامس فهو سعيد الفنان الذي يبحث عند دور في أي فيلم أو مسرحية، كل له غرفة تشبهه، يجمعهم كرههم الأعمى لأبيهم، الذي كان سببا في موت أمهم، لم يحركه مرضها، حيفه عليها وعليهم، حبهم الكوني لأمه، وعدم استطاعتهم مساعدتها أو تخليصها من آلامها، كل كان يلقي اللوم على الأخر.
عندما يجتمعون على مائدة العشاء، يرمون اللوم والحقد على تلك الصورة المعلقة، هناك من يدعو عليه.. الغريب أن أرواح الأب والأم تجول وتتناقش حول الأبناء، كل يلقي اللوم على الآخر.
عندما يتكلم المسرحي والمتدين يصل حديثهم إلى الشجار، أما إن تناقش النصاب مع المشاغب يصبح الحديث كالمجاملات. هذا الفرق في الحديث، ما تراه الأرواح من تناقضات، يكون عندهم آراء أخرى عن أبنائهم.. أن سبب تربيتهم وعدم تعليمهم الحنان على بعضهم سوى أختهم، التي تريد جمع الشمل، الغريب هو أن صورة الأب تبكي، لكن لا يلمحها أحد سوى البنت، تجول وتجول، تسترجع الأخطاء والذكريات والجفاء الذي صنعه، لأنه لم يربي الإخوة على الأخوة، أما البنت، فعاطفتها بالفطرة.
كبر الأولاد الأربعة على الكره والحقد، ورغم الشر، هناك ابتسامة نفاق تدور بينهم، وكان عمهم، الخبيث الذي يزور بيتهم ليعمق الكرهَ بينهم. في حين، كان الأب يشاهد ويبكي، حتى أنه ظل يفكر كيف يجمع الشمل.
تزوجت البنت، زاد الفرق وبدأ الشجار على الغرفة
الفارغة، أُغلقت الغرفة، قرر المرشد الرحيل ليحسن وضعه، أما أصغرهم، الفنان، فقد رحل بحثا عن الشهرة، أما الأول فعمل على مشروع في بيتهم، ليغضب حميد
ويقرر الرحيل مستنجدا بالمساجد، كل منهم مات بعيدا عن إخوته، فتحطمت الصورة التي
لا قلب لها.
الحطابي المصطفى |
إرسال تعليق
اترك.ي. تعليقا