قراءة في المجموعة القصصية "حكت لي الطبيعة" للكاتبة سهر لقماري

الكاتب: مصطفى الخرازتاريخ النشر: عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

مجلة فن السرد


" حكت لي الطبيعة "، الكاتبة سهر لقماري، قصص للطفولة المبكرة 1/6 سنوات، دار إبداع كاتب للنشر والتوزيع بمصر.

عن المؤلفة:

سهر لقماري مبدعة مغربية متعددة، من مواليد مدينة مراكش، تكتب في القصة القصيرة والقصيرة جدا، كما تكتب الشعر والهايكو. هي كاتبة مقالات وبحوث، ومصممة جرافيك، مديرة ملتقى كتاب حول العالم، ناهيك عن اهتمامها بأدب الناشئة.

الغلاف:

جاء الغلاف من تصميم الكاتبة نفسها، وهو إشارة للمحتوى الداخلي وشخصيات القصص وزمان أحداثها. يطغى عليه اللون الأزرق الداكن، المتفتح قليلا في الأسفل، دلالة على الليل، بداية الصباح، الأحلام وبداية تحققها، التطلع للأفضل، التدرج في طموحات الحياة.

في الأسفل يتواجد اللون الأخضر المائل إلى الصفرة،  وبساط يلعب فوقه طفلان صغيران، يتجهان صوب منزلهما وربما عائدان من استراحة اللعب.

- قرد متمسك بحبل، كتب فوقه كلمة " قصص" لإثارة انتباه القارئ.ة. 

- وضوح العنوان في الوسط بخط أبيض بارز يكسر سكون الليل، يحيل على الانسجام بين لون الليل وتلك النجوم المشاغبة التي تحوم حول القمر.

- في الجهة اليسرى، ذئب يطل بابتسامة، يقدم زهرة كأنه يرحب بأصدقائه الأطفال.

- في الجهة اليمنى الغلاف، لون الليل والفضاء والكون.

العنوان: 

" حكت لي الطبيعة"، هي جملة إخبارية تدل على أن المحتوى هو حكايات وقصص من الخيال المستوحى من الطبيعة. قصص المجموعة نقلٌ إيحائي مما تسرده الطبيعة عموما، من خلال المشاهدة وما اختصت به الكاتبة خصوصا من خلال النقل المتخيل.

حكت لي الطبيعة

تقع المجموعة القصصية في 51 صفحة، تتضمن ست قصص قصيرة عناوينها كالتالي:

1 قردون الصبور، 2 أخيرا نام الذئب، 3 سباق التل العجيب، 4 النجوم تلعب الغميضة،5 النافذة المميزة، 6 العصفور التائه.

- تحيل العناوين في دلالاتها على الطبيعة، زمانا ومكانا وأحداثا... لتكون الأقرب إلى قلب الطفل، فهي عناوين صادقة بريئة لها هدف واحد هو تقوية ملكة القراءة والإبداع والتخييل عنده.

اللغة:

لغة عربية دقيقة، سليمة، اعتمدت مبدأ الاقتصاد اللغوي، بعيدا عن التعقيد والتركيب، وتيسير إيصال الفكرة ووضوحها لدى الطفل.

الزمن:

 نوعت الكاتبة من الأفعال، من حيث أزمنتها البسيطة: المضارع / يريد – يقطف- تمنعه- يزوره.

الحوار:

 نوعت الكاتبة من أسلوب الحوار في المجموعة القصصية، حتى يتسنى للقراء الصغار تتبع الأحداث، والتدرب على ترديد العبارات المستعملة في الحوار، فهي الأقرب إلى قلوبهم باعتماد أسلوب السجع. إضافة إلى أسلوب التكرار والتدرج، لخلق نغم يحبب للطفل الاستمتاع بالإيقاع الداخلي للقصة، والرغبة في تتبع الأحداث سواء كان هو القارئ أو السامع.

العد: 

1 – 2 – 3 – 4 ...  وهذا يدل على طابع المغامرة و الاستعداد والمفاجأة. المشارك الأول والثاني والثالث والرابع، وترقيم الصفحات وعناوين القصص.

الألوان: 

استعملت الكاتبة سهر لقماري تعدد الألوان في المجموعة القصصية، فكما نعرف جميعا دور الألوان في تقوية ملكة الاكتشاف لدى الأطفال، والتمييز بين الأشياء والألوان والخطوط والرموز، وما زاد القصص قوة، هو أن الكاتبة تراعي وجود فئة الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة، خصوصا تلك المرتبطة بالسمع وضعف البصر...

فهناك ألوان رئيسية وأخرى ثانوية تشد انتباه القارئ، مع المنطقية المطلقة في تلوين الحيوانات والشمس والليل والطبيعة، والقمر والتاج والأطفال، النعامة والحشرات والسلحفاة والطيور والجبال والنجوم... هذا كله قد أضفى صفة الواقعية في العمل القصصي مع تمكن الكاتبة والمصممة من ضبط كل صغيرة وكبيرة وهذا سر من أسرار نجاح المجموعة القصصية.

الأنسنة

يعد كلام الحيوانات في القصة ذكاء من الكاتبة، فبهذا تكون قد أضفت صفة اللأنسنة على شخصيات مختلفة في  القصة، لما في ذلك من تشويق في الحوار وتماسك الأحداث.

التعجب:

لقد تهت عن بيتي! -  ولا أذكر الطريق! -  شكرا جزيلا! ...

الاستفهام: 

هل هذه أنت؟ -  وراء الجبل قد اختبأت؟  ...

 تتضمن القصص جانبا تعليميا يرسخ معلومات مفيدة للقارئ الصغير بشكل غير مباشر، كتعليم العد بصيغة المؤنث: واحدة – اثنتان – ثلاث- أربع ... ، إغناء معجم الطفل حول معرفة أسماء العديد من الحيوانات كما في قصة التل العجيب، وتعليم مراحل نضج الثمار في الشجرة كما في قصة قردون، وتعليم تطورات الفصول من الصيف والخريف والشتاء وصولا إلى الربيع، في قصة النافذة العجيبة، ومن المعلومات الفلكية أن الشمس هي أيضا من النجوم، وإشارات أخرى كأصوات الحيوانات وحركاتها وتحول الليل والنهار.  

تمكنت الكاتبة المغربية سهر لقماري من فرض ذاتها عبر تألقها في أعمالها الأدبية عموما، وهذه السلسلة خصوصا، عبر الصدق في التعبير، الإخلاص في العطاء اللامحدود.

 يشكل هذا العمل إضافة نوعية لأدب الطفل خصوصا، والساحة الثقافية الإبداعية في المغرب بشكل عام. وسيتم ترجمته للغات أخرى، ما يدل على أنه موجه لجميع أطفال العالم مادامت الطبيعة عاملا مشتركا يجمع كل البشر، ويستدعي العناية والاهتمام من كل الأجيال، إضافة إلى إعداد الكاتبة لجزء جديد آخر من السلسلة يحتوي على قصص جديدة من عالم الطبيعة.
مجلة فن السرد | قراءات ودراسات 
التصنيفات

شارك.ي. المقال

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

اترك.ي. تعليقا

ليست هناك تعليقات

2455631403162698945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث