الطفلة المبدعة آية شقور |
وسط غابة بعيدة، اجتمعت الحيوانات في يوم من الأيام لعقد مجلس خاص، للتشاور بشأن قضايا الغابة، فقد كانت هناك الكثير من المشاكل التي تحتاج إلى حلول حكيمة.
بدأ المجلس عندما اعتلت اللبؤة منصة حجرية وقالت بصوت عال:
- يا سكان الغابة الأعزاء، لقد دعوناكم اليوم للتحدث عن مشكلاتنا المشتركة، فلنتشارك الأفكار ونبحث عن الحلول.
رفع الببغاء جناحه قائلا:
- أود أن نتحدث أولا عن النهر، الأوراق والأغصان المكسورة تملأ المكان، والرياح تحرك القمامة نحوه باستمرار، ونحن نحتاج لتنظيفه لأننا نشرب ماءه كل يوم.
رد عليه القرد وهو يقفز من شجرة إلى أخرى:
- إنها مشكلة عويصة، لكن ألا نحتاج أولا إلى تحديد من يلقي القمامة؟ أعتقد أن بعض الطيور هي المسؤولة.
غضب الغراب وقال:
- كفاك تُهَما أيها القرد، إن الطيور ليست المسؤولة، ونحن هنا في مجلس الغابة الحكيم، نبحث عن الحل وليس عن المذنبين.
تدخل الفيل الذي هو أضخم وأهدأ الحاضرين وقال بصوت هادئ وقوي:
- كلنا مسؤولون، فبدلا من تبادل الاتهامات يجب أن نعمل معا، يمكننا تقسيم العمل، بحيث ينظف كل واحد منا جزءا معينا من النهر.
صفق الجميع لفكرة الفيل، وبدأت المناقشة تأخذ منحى إيجابيا.
ثم قال السنجاب:
- ما رأيكم أن نزرع الأشجار أيضا؟ لأنها تمنحنا الظل والطعام، وتجعل الغابة تبدو أجمل.
وافق الذئب وهو يحرك ذيله قائلا:
- فكرة ممتازة، سأدعو جميع أفراد قبيلتي للمساعدة.
انضمت السلحفاة ببطء إلى النقاش وقالت:
- وأنا سأجمع الماء من البحيرة لري الأشجار، صحيح أني بطيئة، لكني سأعمل بجد.
وبينما كان الحديث يدور، انطلقت النحلة بجناحيها الصغيرين وقالت:
- يمكنني أنا وفريقي المساعدة في تلقيح الأزهار الجديدة، فنحن نحب العمل الجماعي كثيرا ومُعتادون عليه.
وهكذا انتهى المجلس باتفاق الجميع على تنظيف النهر وزرع الأشجار والاعتناء بها، ومباشرة بعد ذلك، بدأ كل حيوان في القيام بدوره على أكمل وجه وبحماس، ومع مرور الوقت استعادت الغابة جمالها ورونقها.
وفي النهاية قال البُومُ الحكيم:
- لقد أثبتم أن العمل الجماعي هو سر النجاح، وعن طريق التعاون يمكن تحقيق المستحيل.
وعاشت حيوانات الغابة في سلام وانسجام، وصارت مثالا يُحتذى به في التعاون.
فن السرد | مشاتل
إرسال تعليق
اترك تعليقك هنا
الرجاء تغيير موقع التعليقات في الإعدادات إلى مضمن