أعربت ساكنة دوار أكادير الغاشي، قبيلة امتوكة، بجماعة اشمرارن، عن تقديرها الكبير لمبادرة دار الشعر بمراكش في تنظيم لقاء شعري وفني، ضمن انطلاق فعاليات الدورة الثانية لتظاهرة "نزاهة شعرية".
وحطت قافلة دار الشعر بمراكش، والتي تتكون من شعراء وفنانين وإعلاميين ومثقفين وفاعلين جمعويين، ليلة السبت 22 يونيو، بفضاء "أسايس"، هذا الفضاء التراثي المفتوح على الفرجة، مفتتحة ليلة "نزاهة شعرية" في استدعاء لأحد التقاليد الاجتماعية الراسخة في مدينة مراكش.
وشهدت الفعاليات تقديم قراءات شعرية للمبدعين والمبدعات: عبدالعظيم الحيداوي، فاطمة بلعروبي، وعمر برغوت، فيما أحيت الحفل الفني لنزاهة شعرية، فرقة أحواش اشمرارن.
وافتتحت الزجالة فاطمة بلعروبي الأمسية بقراءات شعرية من ديوانها، "عناد الكمرة وبياض الليل" والصادر عن دار سليكي أخوين، من قصيدة "الليل المجروح" :
حيث " الليل المجروح/ سال دمو يفوح/ وجلالو غطاني/ ساويت من الهم/ حروف/ وحتى طبيب ما دواني.." ومن قصيدة "طعمة الغدر": "دزيت المعنى/ وغزلتها صوف/ تخابلو ليا جوج حروف/ وأنا حادكة/ ف سوق المعاني/ غزيلي معروف/ وبين "الحا" و "البا"/ تلفو ليا شلى صروف"..
وانتقل "بهاء الحرف" إلى أحد الأصوات الشعرية الجديدة اليوم في سماء القصيدة العمودية المغربية.. من مشتل دار الشعر بمراكش، والذي سبق أن توج بجائزة أحسن قصيدة، كما حظي باحتفاء خاص ضمن مشاركته في أحد دورات مهرجان الشعر المغربي بمراكش؛ الشاعر عبدالعظيم الحيداوي، القادم من أيقونة الصحراء المغربية "الداخلة"، اختار أن يخرج من الجبل ليعود إليه:
"كسّر قيودكَ/ في المدائنِ زهرةٌ تحتاجُ كي تخضَرّ غيما سائحا/ وافتح فؤادك كالمطار/ ليلتقي فيك الجميعُ / مُعانقا ومُصافحا / واخلع جدودكَ في القصيدةِ/ مثلما قد يخلع النهرُ العنيدُ/ نصائحا / واعزف على إيقاعِ نبضِكَ / هادئا/ كي لا تصيرَ المُطرباتُ نوائحا/ يا ابن الخساراتِ التي نزفت؛ هوىً وقصائدا ومشاعرا وجوارحا / يا طالما راقبتَ عُمركَ خائفا / حتى رأيتَ الورد/ شوكا جارحا/ فَسدت معانيكَ العصيّةُ/ فابتَكر من أرهفِ الأشياءِ معنىً صالحا".
واختتم ديوان نزاهة شعرية، في سفح جبل قبيلة امتوكة، الشاعر عمر برغوت أحد أبرز شعراء أمارير. يسمونه بحكيم الشعر الأمازيغي، أمد العديد من "نجوم" الروايس بنظمه.. من منجزه ارتقى بين أهله، وهو يستقي من شجرة الشعر الأمازيغي الحكمة.
أشار الشاعر عمر برغوت، أن طبيعة "اللسان"، عند الشاعر الأمازيغي عموما، أقرب الى الماء الزلال والذي يفيض شعرا، وإذا لم تتحكم فيه فقد يؤدي الى أشياء نقيض الأصل: "الكلام الموزون في دمنا/ بل وخلق معنا/ عاش معنا وعشنا معه/ رأينا الأشياء الجميلة فيه/ وأنصتنا في نفس الوقت الى همومه/ لذلك/ لو كان بيدي دواء وبلسم/ لأعطيته إياه/ كلما طلبت منه أن يفارقني.. أن يبتعد/ إلا وكان جوابه ب: لا../ كلانا واحد..، يقول/ مادامت فيك روح سأظل أخاطبها".
أحيت فرقة أحواش اشمرارن الحفل الفني لنزاهة شعرية، والتي استكملت فقراتها وبرنامجها، ضمن سياق مفتوح مع الساكنة.. حيث امتد بوح الكلام ، بين ثنايا سحر المكان المطل على الجبل. وشهدت هذه التظاهرة الثقافية الشعرية والفنية، حوارا شعريا وفنيا بين القصيدة وفنون الأداء والفرجة، ضمن استراتيجية، دار الشعر بمراكش، ترسيخ أنماط و"قوالب" حديثة للتداول الجمالي للقصيدة، وإرساء نسق خاص للإلقاء الشعري "الفرجوي"، بفضاء أسايس المفتوح على الفرجة الجمالية والشعرية، هذه اللوحة الفنية الجماعية المعبرة عن الروح المغربية وأصالتها، والتي ظلت حافظة للذاكرة الجمعية للمغاربة.
مجلة فن السرد| متابعات
إرسال تعليق