صدر حديثاً عن منشورات المتوسط ـ إيطاليا، الرواية الثالثة للكاتبة المغربية كريمة أحداد بعنوان "المرأة الأخرى".
تحكي الرواية قصة شهرزاد الراوي، امرأةٌ تعمل في دار نشر وتحلم أن تصبح كاتبة، لكنّ حياتَها تنقلب رأساً على عقِب حين يتحوّل سعيُها وراء الحبّ إلى هوَسٍ بحبيبة زوجها السابقة. ومع توالي الأحداث وتعقّدها، يتحول هذا الهوَس إلى مطاردة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الواقع أيضاً. ينتقِل السردُ بمهارة ليكشف أيضاً عن العلاقات المعقّدة للبطلة مع النساء اللواتي شكّلن شخصيتها وكشفن عُقَدها: الأمّ، وحبيبة زوجِها السابقة نجوى، وقريبتُها الفاتنة زهرة… وأخريات.
تتبّع الرواية، على لسان شهرزاد، حياة النساء في المغرب، بمعاناتِها وانشغالاتها وأفراحها الصغيرة، وتكشف اللثام عن همومهنّ وما يدور بخلدهنّ وعن أكثر التفاصيل حميميةً في حياتهنّ، مكسّرةً بذلك الصور النمطية الكثيرة التي طالما طبعت الأدب المكتوب عن النساء. في هذه الرواية، نحن أمام شخصياتٍ نسائية حقيقية، من لحم ودم، ما هنّ بالضحايا، ولا هنّ بالشياطين ولا هنّ بالضعيفات الخانعات.
من منظور مختلف، تناقش الرواية مجموعة من القضايا المهمّة مثل القهر الذي تمارسه الأعراف المجتمعية على النساء، والفساد الثقافي، والتأثير العميق للطفولة على شخصية الإنسان.. بل وتتجاوز الرواية ذلك إلى موضوعات جديدة كالتلصص الافتراضي والتحولات التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي.
من الرواية:
"فكَرتُ في نجوى وأنا أنظر إلى أضواء الشارع الموحشة، وشعرتُ أنني أريد سعداً أكثر، وأنني أودّ أن أظلّ لصيقةً به إلى الأبد. لم أعرِف إن كان ذلك بسبب أنّني أريدُه هوَ أم لأنني أريدُ أن ألمَس بشرةَ نجوى في بشرتِه. من فرطِ هوسي بها، لم أعرف إن كان التفكير فيها يقرّبني منه، أم يُبعِدني عنه. أحياناً كنتُ أندَسّ في حضنه حين أفكّر فيها، وأرغبُ في البقاء هناك إلى الأبد، كأنني أخافُ أن أفقده بسبب جنوني بها. أحياناً، كنتُ أرى صورتَها في عينيه، فأستمرُّ في النظرِ إليهما، وأنا أتذكّر بمتعة كلّ ما دار بينهما من أحاديث وما تبادلاه من رسائل. أحياناً، كنتُ أضع أحمرَ شفاهها وأقبّله به حتى ألطّخَ شفتيه، ليس لأنني أريد أن أذكّره بها، بل لأنني كنتُ في لحظاتٍ ما، أرغب أن أكون هيَ".
عن الكاتبة:
كريمة أحداد، كاتبة وروائية مغربية مقيمة بإسطنبول. ولدت عام 1993 بمدينة الحسيمة شمال المغرب، وتعمل في الصحافة وإنتاج المحتوى الرقمي. صدرت لها رواية "بنات الصبار" الفائزة بجائزة محمد زفزاف للرواية باللغة العربية عام 2020، و"حلم تركي" عن المركز الثقافي العربي (2021)، و"المرأة الأخرى" عن منشورات المتوسط ـ إيطاليا (2024). كما فازت مجموعتها القصصية الأولى نزيف آخر الحلم بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب عام 2015، وتُرجِمت بعض نصوصها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
مجلة فن السرد| متابعات
إرسال تعليق