جدوى الأدب ! | قصتان للمبدع حسن البقالي

الكاتب: مجلة فن السردتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

حسن البقالي مجلة فن السرد

جدوى الأدب


ترى من هو الأقوى: الأسد أو الإنسان؟

تحكي إحدى الحكايات الشعبية أن رجلا وأسدا اختلفا بخصوص هذا الأمر دون أن يتمكن أحدهما من أن يقنع الآخر. وبينما هما كذلك إذ عثرا على الإجابة واضحة كشمس مشرقة: رسم على أحد الجدران عبارة عن رجل يقتل أسدا.

مؤكد أن الرجل وجد في الرسم حجة دامغة على صوابية رأيه، ولعله نفخ صدره من الزهو واستشعار القوة أمام الأسد الذي أصيب كبرياؤه في مقتل. والغريب أنه لا الرجل ولا الأسد فكرا في التأكد من الأمر عبر تمرين تطبيقي، عراك يكون وحده كفيلا بتقديم الإجابة القاطعة. عوض ذلك واصل الأسد –كأي كائن عاقل- على درب السجال الفكري وتمكن من تقديم اعتراض من القوة والوجاهة بحيث يقوض من الأساس الدعامة التي زكت طرح الرجل، قال:

- لو كان الرسام أسدا لرأينا الأسد يقتل الرجل

لقد أدرك أسد الحكاية الشعبية هذا ما سيدركه سارتر بعد ذلك من أن الفن والأدب يكيفان حياة الكائن، يمنحان قيمة لحياته ويمنحان قيمة لموته، فلو أن خرفان المسلخ تعرف الأدب ما كان موتها بهذه التفاهة وانعدام الأهمية، كما ذهب إلى ذلك سارتر.


لماذا تصلح الأسود؟


جال ببصره عبر السهب مترامي الأطراف وفكر: " يا لحظوة أن تكون أسدا تهابه المخلوقات وتوفر طعاما لجوعه"

كان يشعر بالامتلاء، وبألا شيء بإمكانه أن ينغص عليه سحر لحظة بطعم الأبدية، لولا..لولا أن به عطشا شديدا؛لقد ولغ قبل قليل في لحم ظبي، هشم عظمة أو عظمتين وحرض شبليه على هصر الباقي، ثم.. " يا لهذا العطش المتفاقم" وقصد النهر.

كان المطر قد توقف والنهر يبلبل صفاءه طمي زائد، وهو، بخطمه في الماء، لا يفكر أبعد من عطشه. ربما، في لحظة خاطفة التمع خاطر في ذهنه على شكل سؤال ساخر " لماذا تصلح الظباء؟" وارتسمت لديه صورة الظبي طريحا وهو يوغل في عنقه بأنياب لا تترك له مجالا للإفلات

ثم..تعكر الماء بشكل مباغت وخطير، لم يشعر إلا وأنياب فك عظيم تتفجر من الماء وتطبق على عنقه لا تترك له مجالا للإفلات..

ربما تساءل لحظتئذ  بشكل أعمق سخرية: " لماذا تصلح الأسود؟" أو فكر: " لو أنني حيوان عاشب فقط"، أو ربما كان يجاهد للإفلات من فك الموت قبل أن يطاله اليأس، ولم يقل شيئا ذا بال.


مجلة فن السرد| محاكاة





التصنيفات

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

اترك تعليقك هنا

ليست هناك تعليقات
2455631403162698945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث