فَـــنُّ السَّــــرْد

منبـر أدبـي ثقافي

recent

آخر المقالات

recent
recent
جاري التحميل ...

قصة قصيرة مشتركة بين الذكاء الاصطناعي والكاتب القاص -الإنسان-

 

مجلة فن السرد

قصة قصيرة مشتركة بين الذكاء الاصطناعي والكاتب القاص الإنسان

بقلم : اسماعيل البويحياوي



 جرى هذا الحوار مع ربوت الدردشة الآلي (شات جي بي تي) بتاريخ 20/04/2023. ومر بعدة مراحل: من الحوار إلى التوليد الآلي، والقراءة المتأنية ثم إعادة الكتابة في النهاية. وسيكتشف القارئ العربي سيرة النص وتحولاته، والفروق بين الذكاء الاصطناعي الآلي والذكاء الإنساني في مجال الإبداع القصصي.


1-   التوجيهات القصصية:

   وهو الطلب الذي وجهته إلى (شات جي بي تي 3.5).

  اكتب لي قصة حب وصراع، اسم الشخصية الرئيسية هو لينا. هدفها العثور على رجل يقدر المرأة ويحترمها. ورغم العديد من المحاولات واجهتها عدة صعوبات؛ فجل الذين تلتقي بهم تحبهم بسرعة، ولا تأخذ الوقت للتعرف عليهم بعمق.  وبعد تجارب عديدة فاشلة في الحب، اكتشفت أن عمرا صديقها في الدراسة، الذي يعد رجلا مثاليا، يحبها في صمت، لكنه لا يتجرأ على مصارحتها. يلتقيان صدفة في الحديقة القريبة من منزليهما فيتحاوران حول الماضي، ويعبر عمر عن حبه لها فتطلب مهلة للتفكير. وفي اللقاء الموالي تخبره بالقبول. وبأنها كانت معجبة به قديما فيرد، هو الآخر، بنفس الجواب.


2-  المسودة القصصية المُوَلَّدة:

  وأقصد بها جواب (شات جي بي تي 3.5). وهي ذلك الإنتاج القصصي الآلي الذي ولده الذكاء الاصطناعي، ولم يستغرق سوى ثوان معدودة.

ملاحظة: اقتصر تدخلي، في نص المسودة، على وضع بعض علامات الترقيم، وعلى تصحيح بعض الأخطاء النحوية، والتركيبية الضرورية.


 

   لينا كانت دائماً تبحث عن الحب الحقيقي، وكانت تحلم بالعثور على رجل يحترمها ويقدرها كامرأة. وعلى الرغم من كل محاولاتها السابقة، إلا أنها لم تستطع العثور على شخص يلبي هذه المتطلبات.

ومع ذلك، كان هناك صديق مقرب إليها في الدراسة، يدعى عمر. وكان يتمتع بصفات تجعله رجلاً مثاليًا في عينيها. لكنها لم تكن متأكدة مما إذا كان يشعر بنفس الشعور تجاهها أم لا.

في يوم من الأيام، التقت لينا بعمر صدفة في الحديقة القريبة من منزليهما. وعلى الفور، بدآ يتحدثان عن الماضي والأمور الشخصية. وخلال هذه الحديث، قرر عمر الخروج عن صمته والاعتراف للينا بمشاعره.

وعلى الرغم من أن لينا كانت مندهشة من هذا الاعتراف، إلا أنها شعرت بالارتياح والسعادة. وطلبت من عمر بعض الوقت للتفكير في هذا الموضوع.

في الأيام التالية، قضت لينا وقتًا تفكر في هذا الموضوع، وتذكرت كيف كانت دائمًا معجبة بشخصية عمر وصفاته، وأخلاقه، وذكائه، وحنانه.

وبعد بضعة أيام من التفكير، قررت لينا الارتباط بعمر وأخبرته بأنها قبلت به، وأنها كانت معجبة به قبل ذلك.

  أجابها عمر بنفس الجواب، وعاهد لينا على العناية بها واحترامها طوال حياته. وبعد ذلك، بدأ عمر ولينا علاقة حب قوية وجميلة، وتمكنا من التغلب على جميع الصعوبات التي واجهتهما.

 

3-  القصة المُحرَّرة:


  دام اشتغالي على القصة المُحَرَّرَة من 20/04/2023 إلى 26/04/2023.

 وهي القصة في شكلها النهائي بعد أن أخضعتها لعملية إعادة الكتابة، أي تدخلت فيها ككاتب إنسان، بالحذف والتغيير والإضافة (لغتي، وثقافتي، وتاريخي، وأسئلتي، وعواطفي وأحاسيسي، وخيالي) لتستقر على الشكل التالي الذي ينقلها من إنتاج آلي مولد بواسطة ( جي بي تي 3.5)، إلى إبداع قصصي بشري يعيد لها الروح، ويحقق لها وضعا اعتباريا قصصيا أدبيا.

 

ولَّادة ومُـراد

    متوسطة الطول، جميلة، وقوية الشخصية. بشرتها بيضاء بياض الحليب. ويوم قامت إلى السّبورة، وتلت شعر ولادة:

 

   

  لحاظُكم تجرحُنا في الحشـــــا                     وَلَحظنا يجرحكم في الخُــــدود

     جُــــرحٌ بجرحٍ فاِجعلوا ذا بِـذا                     فما الّذي أوجبَ جُرح الصُّدود


   صفق التلاميذ حتى شبعت أيديهم، وسموها ولَّادة. تجمع صديقاتها. تنشد البيتين، وتردف: سأمد يدي للسماء، أقطف باقة نجوم أرصع بها جبين من يخفق له فؤادي. تضحك الصبيات كثيرا وتضحك ولادة. ثم تجري أمامهن، تطلق العنان لشعرها الأصهب الفاتح الحريري ليمتطي صهوة الريح، ويتراقص على ظهرها. عيناك يا ولادة لوحتان لامعتان تتدفقان بلون أزرق فاتح وخفيف كالخفة التي تحف الناظر للسماء حين تعانق البحر. كان يخيل إلى كل من ينظر في عينيها أنهما صفحتان ناقصتان من حكايات ألف ليلة وليلة، وكان محياها ينضح بذكاء عاطفي متوقد. تمتلك سعاد، التي لقبناها ولادة، قلبًا حنونًا ورقيقًا. ولما أدركت مرحلة الجامعة طفقت تبحث عن الحب كما في شعر ولادة. كانت تقول بينها وبين نفسها سأحب رجلا يكون مرآتي الصافية. حين أنظر في عينيه، أراني بدرا وحيدا وضاء في كبد السماء. أحبت ولادة الأول ولم يكن مرآة صافية. أحبت الثاني فكان مرآة كاذبة. وأحبت ...  وكان ... ولم يكن ... وأحبت ... وكان ... ولم يكن. وظلت هكذا تحب، ولا تحب، وتجد ولا تجد. ثم تعاني، ثم تضمد الجراحات، ثم تنسى كأن شيئا لم يكن. وكلما نسيت تكبر الزهور القابعة بين جوانحها بسرعة، تتفتح، وتطل من عينيها، فتجد نفسها تخوض غمار تجربة جديدة. أدركت ولادة أنها امرأة ودود أنبت الله لها قلبها بين يديها. لذلك لا تستطيع الاحتفاظ به لها وحدها. صار شعارها:

    امنحني قلبك، وأمنحك قلبي. فالحياة عزف جميل، وفريد على أوتار القلب. أعطني الناي وغن. فالغِنَا سر الوجود. وأنين النَّاي يبقى بعد أن يفنى الوجود.

    وأخيرا قلقت ولادة وراحت زهورها تذبل ببطء. ربما هذه المدينة التي يسمونها عاصمة المملكة كافرة بالحب. ربما كل رجالها من طينة واحدة. يقتربون بود، يهدونها وردا، ويسمعونها كلاما مغموسا في السكر. لكن لا حظ لهم من الوفاء والصدق يسقي زهور قلبها العطشى.

   لا تعرف ولادة أن صديقها في مرحلة الدراسة الثانوية، الذي ظل بين عينيها رجلاً مختلفا مثاليًا، يحبها في سره. يملك مراد قدرة خارقة على إخفاء شعوره. لم يتجرأ يوما على مصارحتها بالشعلة الدافئة التي يخفيها بين جوانحه نحوها. ظل يدفئ بها نفسه. وربما احترق ليالي وأياما، ولكنه لم يبح لقريب أو لصديق.

    مراد الذي في عيني ولادة الزرقاوين الصافيتين لذيذ كقطرة عسل حقيقية. شعره أسود كثيف يتدلى على كتفيه.  وشعر ناصيته يظلل جبينه وعينيه. عيناه براقتان قويتان، تنط منهما حكمة وذكاء عتيقين مستقرين في دواخله. نظر إليَّ يوما. أزاح شعر ناصيته من على جبينه.  تلعثم وقال:

  هل أنت صديقي؟

   قلت بلى. وهل تشك في ذلك؟

   قال لي سأخبرك بسر. وأرجو أن تحتفظ به بيننا. قلت سقط سرك في بئر مهجورة. تفضل:

   قال أنا أنحدر من عائلة ملوك حكموا قديما في بلاد الأندلس. لم أستطع بلع هذا البوح. نظرت إليه كأنني أراه لأول مرة. ليست هذه خرافة، وأخرج من محفظته مخطوطا بحجم جريدة، وراح يقرأ عليَّ من شجرة عائلته. طوى المخطوط، وفتح دفترا. وظل عالقا بوجداني أنني قرأت: قال أجدادي إن الحرب بين ملوك الطوائف التي عرفها بلدنا، قتلت كثيرين، وبقي كثيرون يحرصون الحدائق، والماء الدافق، والآثار، والصوامع، والتاريخ الجميل في إشبيلية. رمونا إلى البحر من حيث جئنا، أو هربنا. احتضنتنا مدينة سلا. نحن قضاة، وصناع، وحرفيون، وكتاب، وشعراء. كان أهلنا في البداية ينتقمون من العدو في عرض البحر. صيادون وقراصنة وقطاع طرق في المحيط الأطلسي. كلهم مثلي يغطي جباههم شعر ناصيتهم الأسود الفاحم. أهلي يفضلون الرجل ذا الشعر الأسود الكث، والناصية المتدلية كدالية العنب الأسود.

  وكان مراد الأول في جميع المواد. يحب الدراسة، والمطالعة، والموسيقى الأندلسية ومناقشة القضايا الفلسفية والعلمية. وكان دائمًا يبحث عن الجديد في عالم الثقافة والفن، ويفحم الأساتذة، فننتصر له، ونفتخر به حتى سميناه ابن رشد الصغير.

   كان يحمل معه دفترا صغيرا يدون فيه كل ما يتعلق بالنساء اللواتي يجدهن جميلات جذابات مثيرات للاهتمام، وكان يحتفظ بهذه المعلومات في دفتره الخاص، الذي لا يفارقه. يحضنه ويخاف أن يضيع منه كأنه كنز عمره الثمين. كنت أقول في نفسي ربما مراد من أهل الحب والمحبة، عائلة ابن حزن، (وأصر على النون عوض الميم لغاية في نفسي).

  كان مراد يهتم بولادة، ويراقبها في صمت، لكنه لا يقترب منها. كان، في قرارة نفسه، يتمنى أن تكون في حديقة قلبها مشاعر تجاهه وحده دون غيره من التلاميذ. ظل محتفظا بهذا الكنز العاطفي بين ضلوعه، ولم يتجرأ أبدا على الاعتراف خوفا من شيء مجهول لا يعرفه هو نفسه. ربما هكذا خلقه الله.

      التقى مراد بولادة صدفة في حديقة الحي المشيدة على الطراز الأندلسي العتيق الأخاذ. أزاح شعر ناصيته، وقال بينه وبين نفسه: دواخلي الدافقة تغلبني هذه الأيام. وفي الخارج كانت الأجواء جميلة وهادئة كما أيام زمان في الأندلس. دنا، وجلس قربها. نظر ونظرت، تلمظ وتلمظت، وتبسم وتبسمت، ولأول مرة رأت عينيه ووجهه، واندهشت وكأنها لم تعرفه خلال أيام الدراسة. تحدثا عن الماضي والأصدقاء والدراسة والأساتذة والاجتهاد والنجاح. ولكنها رأته اليوم بعينها الزرقاوين الصافيتين الشبيهتين بلقاء السماء والبحر. وشعرت كأن أغنية عتيقة تتردد في دواخلها. فتح مراد دولاب قلبه، لم يتمالك نفسه بعد ذلك وأخرج كنز الورد المزهر في فؤاده، ووضعه بين يديها.

 لم تكن سعاد تتوقع ما في حديقة قلبه، ولكنها شعرت بالسعادة الشديدة " أخيرًا وجدت الشخص المرآة. ورأت البدر وضاء، يحبها حقًا ويقدرها، وكان دائما بالقرب، لكنها لم تنتبه". طلبت منه مهلة للتفكير. سلما، تبادلا نظرتين، ومضيا ببطء من طريقين متقاربين يؤديان إلى نفس المخرج.

وفي اليوم الموالي، جاءت ولادة تحمل قلبا، وجاء مراد يحمل وردا. ومدت يديها للنجوم، ورصعت بها الكنز الذي ظل يخبئه بين جوانحه.

إسماعيل البويحياوي، قاص وناقد. باحث في الأدب الرقمي.


 مجلة فن السرد


عن الكاتب

مجلة فن السرد

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

فَـــنُّ السَّــــرْد