فَـــنُّ السَّــــرْد

منبـر أدبـي ثقافي

recent

آخر المقالات

recent
recent
جاري التحميل ...

حِصاري أم إنتصارُك؟ I ريم الكيالي

 

مجلة فن السرد

 

حِصاري أم إنتصارُك

 

دَعْ هَذا الثقبَ في صَدرِيْ مَفْتُوحاً على إتِسَاعِ الحَقيقةِ ، منهُ يتسَّربُ لِروحِي ضُوءُ القَمرِ ، من خِلالهِ أَرَى الطَريقَ إلى الخَلاصِ قَبلَ أن يَشْتَّدَ مَطرُ النارِ ، أَعطِني رُزمَةَ الرَسَائِلِ التي كَتبتها ذاتَ حَنينِ و لمْ تَصِلْ ، فَأَنَا أُريدُ لو أَضمُهَا ، قَد تَتضِحُ الجاذِبيَّةُ لِي ضُوءاً ، و يَطيبُ لِي قَلبِي الفَارِغُ النَبضِ ، أَحملُهُ بِيَديَّ و نَحوَ صُندوقِ الرسائِلِ ؛ أنسَحِبْ .

 

إنِي اكتَشفتُ مِن مَكَانِي أنّكَ لَنْ تستقيلَ عَن حُبِيْ ، أراكَ تَصحو كَيْ تُحَيَي المَوتَ مُتَلَثِماً بِعلمِ البِلادِ ؛ فيهابَكْ!

 

 أَصبَحتَ تُجيدُ رَسمَ خُطَةٍ تَليقُ بالهُجومِ .. ذَلَّلتَ السِياسَةَ بالرَفْضِ ، اعتناقُ الدُبلوماسيَةَ ليَسَ غَايتَكَ ، مَحضُ عَزاءٍ أَقامَت مَرَاسمُهُ الطُقوسُ .. هَذا اعتبارُكْ .

تذَكر يا عزيزِيْ و أنتَ تُشْعِل فَتيلَ المُعجزةِ ، إنَّ عَقيدَتِي حُبٌّ خالِصٌ للأرضِ .. فاكتفِ باستعادَتها عن العَالَمينْ .. ؛ فِلَسطينْ .

 

لَيسَ ما أحملهُ فِي يَدِي وَثيقَةٌ تَحمِلُ حروفَ اسمِي و رقماً مَجهولَ البُرهانِ لا تطالُهُ مُعادَلةٌ أو سَببْ ، هذا قَلبِيْ أحمِلهُ ؛ أقيِّدُ فيهِ عدَّادَ البُكاءِ و كَم مرَّةً احتَجتُ لنبضَةٍ تُأكِدُ أننِي لا أزالُ على قَيدِ الصُمُودْ ، و في السَطرِ الأخير تُقرأ بِوضوحٍ مَواعيدُ نِسيانِيْ ، .. أنا مُدانَةٌ بلونِ أشجارِي الشاحِبَةِ يومَ قطَّعوا أغصانَها بِحُجَّةِ صُنعِ بَيتٍ لِي جُدرانُهُ من خَشبْ ! نَهضتُ و لَم أجِد سَقفاً يَقينِيْ غارَةَ الكلامِ و كانَ غَضبِيْ الزِئبَقِيُّ طَفلاً لا يَهابُ المخاطِرَ ،  فَأحكمَت القبضَةَ على الوَثائِقِ و العُهودِ ، حوَّلتها حَطبْ ..

 

هل ترَى حدوداً موسومَةً بالزَهرِ خَلفَ البطاقَةِ التي علَّقتُهَا فِي عُنقِيْ مفتاحَ دخولٍ فِي مطبَخِكَ لتقدِّمَ لِي طَبقاً ليسَ مُفضَّلْ ! و إني الصائِمُ أبدَ الدَهرِ ... هذا نوّارُ ليمونٍ سَيتقتبِسُ من بَراءَتِيْ مَشهداً كَي يَصنعَ مِن مَواثيقِ ادعائِكَ رَفْضَاً يَليقُ بِيْ ، إنِيْ أرَى فِي عينيكَ ذهولاً بَنَى لرِفعتهِ سقوطاً أجِلاً .. مهِّد لسؤالِي لَك جواباً واحِداً ، و أجبِنِيْ .. أينَ المدينَةُ و البَشَرْ ؟ 

 

هذا حِصارِي .. أم انتصارُكَ ؟

إن كانَ حِصارِيْ ، فدَعنِي أخبُركَ أننِي أكبَرُ من أن تحاصِرَ قِصَّتِيْ أو توجِزَ الحِكايَةَ بنِهايَةٍ من صَنعِ يديكَ .. ليسَ هُناكَ مُختصَرْ !

 

إن كانَ إنْتِصَارُكَ ؟ فَهنيئاً لكَ سَتموتُ القَصَائِدُ في مَنَاقيرِ العَصافيرُ ، وَ يَجِفُّ الزهرُ على سِيقَانهِ .. لمْ يَكُنْ لَه عِطرٌ .. وحدَكَ المُلامُ بالشَّرِ و الشَررْ ..

مهلاً .. دَعِنِي أُخبِرْكَ الحَقيقَةَ قَبلَ أن تُكمِلَ حَياتَكَ الطاعِنَةَ بالموتِ ؛

هذا انْتِصارِيْ .. وَ حِصارُكَ ..

 

مجلة فن السرد/ محاكاة

عن الكاتب

مجلة فن السرد

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

فَـــنُّ السَّــــرْد