فَـــنُّ السَّــــرْد

منبـر أدبـي ثقافي

recent

آخر المقالات

recent
recent
جاري التحميل ...

أنيس الرافعي: لعلّهُ الكتابُ الأجمل الذي ألّفتهُ في حياتي الأدبيّة

جميععم يتكلمون من فمي

صدر للمبدع المغربي أنيس الرافعي أخيرا، كتاب قصصي جديد عن دار خطوط وظلال بالأردن، يحمل عنوان  "جَمِيعَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ مِنْ فَمِي..بحث قصصي في الشامانية الجديدة".

وكتَب الرافعي عن مؤلفه هذا في ما سبق، في صفحته على الفايسبوك قائلا:

(لعلّهُ الكتابُ الأجمل الذي ألّفتهُ في حياتي الأدبيّة، وأنا في طور التحوّل الرمزيّ إلى " شامان "..وفي مساري الباطني للبحث عن طريقة جديدة لعبور الوجود...أودّعُ طوراً أصبحَ مطويّاً ، ثمّ أستقبلُ طورا آخر أكثر اشراقاً ...).


جميعهم يتكلمون من فمي


  في مؤلّفه هذا ، الموسوم ب "جَمِيعَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ مِنْ فَمِي"،  الصادر عن دار خطوط و ظلال الأردنيّة(ط 1، 2024) ، يخوض الكاتب والقاص المغربيّ أنيس الرّافعي تجربة سرديّة مختلفة وغير مسبوقة في مشروعه الجماليّ الممتدّ ، هي عبارة عن بحث قصصيّ في غياهب الشامانيّة الجديدة ، و متاهاتها المتشعّبة، وطقوسها الملغزة .

    فعلى امتداد 21 نصّا ، و 21 صورة تمثّل "معرض الشامان" الموازي أو الافتراضيّ ، يجد القارئ نفسه منخرطا في رحلة عكسيّة مثيرة من المستقبل البعيد إلى الماضي السحيق ، من أجل اكتشاف الأسطوريات المستحدثة للفكر السحريّ الإحيائيّ، و الشامانيات المعاصرة التي تخترق بنيات مجتمعاتنا العربية الحديثة و ذهنياتها اللاّواعيّة.

   تترسّخ في منجز الرافعي الجديد ، فكرة الكتاب القصصيّ الجامع كبديل جذريّ للمجموعة القصصيّة المنّجمة ، ويتحوّل هذا الكتاب إلى دراسة معرفيّة تخييليّة يتقاسم فيها المتن الإطاري والهامش الشارح دينامية بناء السرد الحكائيّ ضمن ضفيرة واحدة لا انفصال فيها . 

   تحارُ الذائقة التقليديّة وهي تمخر عباب هذا الكتاب العاتي رؤية وتخييلا و مرجعيّة و معمارا ، هل هي في طور الدخول إلى منطقة جديدة من أدب الرعب البدائيّ ، أم على أهبة اكتشاف عجائبيّة شامانيّة غير مطروقة نقديّا ، أو على وشك التوحّد والتفرّق في تجربة صوفيّة جوانيّة بمقاييس فنطاسيّة تجوس في الأسرار و الظلال و المجاهل ؟ .

    الواضح جليّا ، أنّ هاته المحطة التجريبيّة الأحدث، مفكّر في مظانّها برويّة وتمعّن سامقين ، بغاية وضع الحجر الأساس لنوع جديد ، يمكن أن نطلق عليه " القصة الاثنوغرافيّة / الأنتربولوجيّة " ، إذ أنّ النصوص بالكامل مشبعة بمرجعيات هذين الحقلين الشاسعين ، ومصيّغة بتقنيات و أدوات شامانيّة صرف من قبيل ( الخشخيشة ، الأرواح المساعدة ، التحوّل إلى حيوان ، معاشرة اللاّمرئيّ، لبدة السّاحر / المحارب ، الضريح ، القربان ، المعراج الشامانيّ ، القناع ، الطبل ، الطلسم، غشية الاستحواذ، الطوطم ، الأعشاب المهلوسة، عجلة الشفاء...). 

   في"جَمِيعَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ مِنْ فَمِي" يقدم لنا أنيس الرافعي رحلته الشامانيّة الروحانيّة الخاصّة، المنفتحة على معرفة باطنيّة عميقة ، و اشراقات صوفيّة وجوديّة طالعة لتوّها من " برج الصمت " ، إذ نقرأ على ظهر الغلاف الرابع المقطع التالي : ( ولما فرغتُ من إعمال النّظر ، الذي ضاهى استبدالي لأعضائي الداخليّة بأعضاء جديدة، عدت إلى مستقرّي ؛ بيد أنّي وجدت أنّ شيخي المبجّل قد قضى نحبه ، و أنّه أوصى لي بريشة نسر واحدة . عندها ، فهمتُ أنّ دوري قد حان لكتابة تعاليمي و نشرها على خاصَّتي السرّيّة . فهمتُ أنّ المخلوق يكون مغرورا متى كان له ريش كثير. فهمتُ أنّ الإنسان بدوره طائر مُفترِس له مخالب حادّة يقتل بها طرائده من البشر دون رحمة . فهمتُ أنّنا لا نملك شيئا داخل دنيا تشبه دائرة من حجر ، وأنْ لا شيء يستحقّ أن نُلاحقه داخل قرص مسيّج بالصّمت المطبق .فهمتُ أنّ الحيازةَ ، و عشق الحيازة جير مغشوش و تبن مخلوط . فهمتُ أنّ ندبة الوجود لا تنغلق ولا تبرأ لأنّ نسور العدم لا تنفكّ عن التمزيق . فهمتُ أنّ رحلتي الطويلة كانت يوما واحدا اختزل حياة كاملة.. ثمّ أفقتُ من منامتي...وبكيت) .


مجلة فن السرد/ متابعات


عن الكاتب

مجلة فن السرد

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

فَـــنُّ السَّــــرْد