قصتان سوداوان I حسن البقالي

 

 

قًصتان سوداوان

)سيرة القتل والموت(

  

أنت أيضا يا ولد

"حتى أنت يا بروتوس؟"

يرجع الدارسون لشكسبير هذه المقولة الشهيرة التي تخلد لطعنة أكثر شهرة، هي طعنة بروتوس لصديقه يوليوس قيصر.

إن لعبة السياسة تستدعي كل أشكال التطرف بما في ذلك القتل، وقيصر تغول بشكل جعل التآمر عليه أمرا حتميا.. لكن، بروتوس!؟ " أنت أيضا يا ولد؟".

يتمكن قيصر من القول، وهو يحس بالطعنة القاتلة تخترق ما تبقى من قدرة على البقاء. يبصق الجملة مع دفقة من الدم ورذاذ من الكره والاشمئزاز والاستنكار والاستغراب والشماتة.. " أنت أيضا يا ولد" أنت أيها الصبي، أيها الصغير الذي كان من الممكن أين يكون ابني، لولا أنه ابن مارق.

لقد نقل قيصر بجملته تلك طعنة بروتوس من لعبة التآمر السياسي كقضية كبرى تهم الوطن، إلى مجرد فعل إجرامي تشتبك فيه علاقات صداقة وحب وجنس، بوصفه عشيقا لسيرفيليا.

سرفيليا أم بروتوس؟.

 

شهوة

القمر أضاء سماء روما باكرا هذا اليوم ونفسي يبلبلها نفس المشهد المتكرر:

أتصور الشعب وقد تجمع في مكان واحد ) الكوليسيوم؟(، بغوغائه ونبلائه، شيوخه وأطفاله، نسائه ورجاله، بأجساد شتى ورأس واحد.

أنا كاليغولا العظيم

أكون بمزاج سيئ للغاية وشعور متفاقم بالوحدة، لأنني لم أقتل أحدا بعد ذاك اليوم.

سيكون القمر ساطعا؟ )أريد أن أمسك به، أطفئ نوره إن شئت أو أرسله في الناس(، وستكون هناك بلبلة عظيمة.. حركات الأذرع والأقدام، وجيف القلوب في الصدور، والرأس الواحد الذي يجمع كل الأجساد وكل الأحلام والمخاوف.. الرأس الذي ينحني في حضرتي، والذي أقطعه باشتهاء عارم.

فقط

لو قتلتهم جميعا بضربة سيف واحدة

لمن أرسل نور القمر حين أمسك به؟

 

القاص المبدع حسن البقالي

مجلة فن السرد/ محاكاة