الكاتبة مهدية دحماني |
كسرها الحب..
حين غادر لبضعة أيام كان واثقا مطمئنا عليها..
تنعم في مسكن مرفَّه في مأمن من الجوع والخوف حرة طليقة..
مضى مرتاح البال.. لكن شيئا كان يؤجّج صدره ضيقا..قلقا حتميا ينتابه كلما غادرها لسفر وجيز أو لضرورة عمل.
كان يعلم أنها ستفتقده وتشتاق إليه ، وستنتبذ مكانا قصيا في زاوية كلما زار البيت أحد من الأهل ليهتم بها رافضة تودد الجميع إليها..
حبها واحد لا تستبدله ولا ترضى بحب بديل أبدا منذ أن ألِفته..
في تلك الليلة التهامية دوّى محرك سيارته اليدوية في صدر الجبل المتجذر مع الصخر الذي يستقيم فيها شجر الحناء والثِّعب والسّدر..
استقامة الشجر واخضراره عند منبت الجبل الصخريّ تحدٍّ كتحدّيها حين هوَتْ من أعلى طابقٍ في الفيلا بسقوطٍ حرّ..
لم تنتظره حتى يفتح الباب لتنزلَ لاستقباله من الدرج..
ألقتْ بجسدها الصغير من الدور الثاني لتقع مكسورةً في حوش البيت...
هوّت الهرّة (لَلاّهُم) حُبّا واشتياقا لسيّدها..حضنها.. داعبها وهي تئن من وجع الكسر ومن لهفة الشوق إليه فانكسر ساقها من الهوِيِّ حُبا.. كانتْ هرةً كسرها الحب..
إرسال تعليق
اترك تعليقك هنا
الرجاء تغيير موقع التعليقات في الإعدادات إلى مضمن