النسخة المحلية | عبد العزيز حاجوي

لوحة للفنان حسن عين الحياة

النسخة المحلية

انتبهت الفتاة الى أن الفيلم الذي شاهدته في قناة أجنبية، لم يُعرض كاملا في القناة المحلية، هناك مشاهد تم بترها مما أخلّ بمضمون القصة.

القصة كما رأتها كاملة في التلفزيون الأجنبي، تحكي عن امرأة فقدت جزء من أنفها في حادثة سير، كانت تسوق دراجة هوائية بسرعة متوسطة، لم تنتبه للسيارة القادمة من الجهة المعاكسة، اختل توازن عجلات الدراجة، فقصدت السيارة، ثم ارتطم الوجه بمقدمتها، سقطت أرنبة الأنف فوق الجزء الأمامي للسيارة، صرخت المرأة وهي ترى الدم يتدفق عموديا من الأنف، بحثت عن الجزء المبتور، فوجدت قطا قد عضه بأسنانه واختبأ تحت العجلات الأمامية للعربة.

حضرت سيارة الإسعاف، لكن المرأة رفضت الصعود إليها دون أن يكون القط معها، اعتقد الناس أنه قطها، أمسكوا به ووضعوه قربها في البلانكار...في المستشفى، تساءل الطبيب عن الجزء المبتور من الأنف، وحمَّل رجال الإسعاف مسؤولية فقدانه، قالت المرأة أنفي لدى القط، اعتقد الطبيب أن صدمة الحادثة جعلت المرأة تهلوس، اكتفى بأن رفع القط بين يديه وأخذ يمسح على ظهره، ماء القط، ثم تجشأ فلفظ الأرنبة من جوفه! فبدت الفرحة على محيا الطبيب!

هناك مشاهد تم حذفها من النسخة التي عرضت في التلفزيون المحلي:

حذفت لقطة المرأة وهي تسقط من الدراجة لأنها كانت ترتدي تنورة قصيرة.

حذفت القبلة التي كانت في السيارة قبل أن ترتطم بها المرأة.

حذفت اللقطة التي كان فيها الطبيب يرتدي قميصا مفتوحا من الصدر و يظهر صليب يتدلى من سلسلة في عنقه.

نجحت عملية استعادة الأرنبة الى أنف المرأة، في النسخة الأجنبية.

اختفى وجه المرأة في النسخة المحلية.

ظلت فكرة الفيلم الأصلي بدون أنف.

عبد العزيز حاجوي

مجلة فن السرد/ محاكاة