إلى المجهول
راحلة أنا، بلا متاع أو رفيق ينسيني وحشة الأيام، لا أعرف إلى أين؟ ربما إلى المجهول، إلى عالم الخيال
الجامح.
كنت أظن أني أستطيع أن أشعل شمعتي من جديد، لكن فتيل الأمل قد اندثر مع تجاعيد الدمع منذ زمان بعيد،
حتى كلمات الفرح لم أستطع تدوينها لأن شيئا بداخلي قد انكسر، فكل من حولي يغرق في ظلام دامس،
يحجب عني الرؤية ويجعل في حلقي غصة مرة، مرارة حلم فضيع ومخيف، رأيت أمي تخنقها العبرات،
وتنسدل على خدها كالشلال، تتوسلني وترجوني: بربك بنيتي عودي كما كنت من قبل، رمرمي شروخ وحدتك، واغسلي بماء الصبر ما علق بروحك الطاهرة من غبار الأشواق. ياأمي، أيامي مضت وأصبحت في طي النسيان، إلى أين أعود؟ إلى الفراغ الذي يقتلني أم إلى الظلمة التي تغمرني بدونك؟ أمشي وحيدة فوق أشواك الألم لا أعرف إلى أين؟...
تائهة أنا بين ضجيج الأفكار، أبحث بين القبور، ألملم الحرف المكسور، وفي عيناي غيم كثيف يمطر على
لساني كلمات ذابلة، عندما كتبتها شعرت أن شيئا بداخلي قد انجرح ....يباغتني ألم الاحتراق...
تختلجني رعشة الاختناق...
أمشي على سحاب ذكراك وحيدة، أحاول الصبر والآهات تفضحني، والشوق اليك يحرق روحي و ينغمس في العذاب، ليتك تدركين حجم أنين الألم وتنهيد الوجع داخلي،
سامحيني أمي فقد قررت أن أرحل مع جرحي الممتد خلف الركام، سأبحر على امتداد الصمت والأمل إلى حيت لا ادري ...إلى عالم المجهول...
وتنطوي صفحتي من الوجود.
إحساس موجع يا أمي، فما أصعب الرحيل،وما أقساه على قلوبنا المنكسرة! وما أصعب أن تبكي بلا دموع، وتذهب بلا رجوع.
مشاتل / مجلة فن السرد
إرسال تعليق