فَـــنُّ السَّــــرْد

منبـر أدبـي ثقافي

recent

آخر المقالات

recent
recent
جاري التحميل ...

مشاتل I بِأَيِّ ذَنْبٍ عُذِّ.بَتْ I كمال العود

 

مجلة فن السرد


مشــــــاتل / بأي ذنب عذ.بت/ كمال العود


بينما كنت أرتشف فنجان قهوتي الصباحية، و أداعب هاتفي بحثا عن تفاصيل جديدة لحادثة بونو، فجأة تقف أمامي امرأة أربعينية، لا زال وجهها يحمل علامة نعيم فُقِدَ في وقت قريب، تحمل في يمينها طفلة، آية من الجمال، شعرها حريري أسود، لكن تغير حاله ولونه لقلة نقاوته، جُمِعَ في ظفيرة طويلة.. عينين جاحظتين بسبب الجوع، إرْتَسَم على خدها الأيسر جرح بسيط، دليل على خوضها لمعركة مع طفلة أخرى في عمرها.

 ابتسامة مشرقة تنسجم مع ملامحها البريئة حتى في حالتها المنطفئة، ترتدي تنورة ممزقة قرب رُكْبَتَيْها، حالها أدمع قلبي وليس لي ولها حول ولا قوة، بأي ذنب عذ.بت؟ نالت نصيب القسوة في فترة مبكرة، وتسألت أي شقوة بعدها؟ كيف سيكون حالها عندما تبلغ المراهقة والشباب؟ ستضيع في غابة موحشة تتسيدها ذئاب بشرية متلهفة للحم "ببلاش" كما قال أهل مصر..ظلم اجتماعي لا مفر منه، ولا مغير له، إلا إذا تدخلت القدرة الالهية، وغيرت منحى عيش هذه الأسرة الصغيرة، فأمها لن تسلم من كائنات متوحشة ومفترسة، ستخضع لا محالة لمساومة وترغيب، قد تذعن لذلك مؤمنة بضيق الحال، وقد تترفع عنه واضعة نصب عينيها " الشرف".

عيني لم تفارقها حتى غادرت المقهى وفي يديها بضع دريهمات، تكفي لشراء حليب وخبز، وصمت مطبق على سحنتها، تذعن لمصيرها البائس.

لقد صادَفتُ غير ما مرّة مثل هذه الحالة في مقهى من مقاهي هوارة، تجوبُ الأزقة والمقاهي بحثا عن كسرة خبز بعد أن تقطعت بها الأسباب وضاقت بها السبل.


عن الكاتب

مجلة فن السرد

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

فَـــنُّ السَّــــرْد