مشاتل
عزيزة بن حميد : رماد
أتعلم أني مازلت أحتفظ بذكرى لقائنا المقدس؟! حيث النجوم تتغامز لمرآنا ونحن نتناغا
كعصفورين يتعلمان أبجديات الغرام، أتذكر خجلي؟ ! وأنت تنعتني بعشوائية
الشامات ثم تهمس في أذني أنك تعشق الشامة التي تنبت على عنقي.
أتعلم، كل شيء فيك يبهرني؛ قامتك التي تشبه
الرمح، ألق محياك، لمعة عينيك الباهرة، ملامحك الهادئة كحلل الربيع .
بعدك أصبحت امرأة يظللها الحزن، يَعلقُ الكلام في حلقها كالزجاج، تخلع عنها
ابتساماتها وتقلّب الذاكرة صفحة في الماضي وأخرى في الحاضر. عبثا أحاول ترتيب
نفسي، عبثا أهدهد الشوق العالق في قلبي، يا توأمي الذي انشطر عن روحي وتركني شريدة
وحيدة تضم نفسها لنفسها، اعلم أني بعدك ما عُدت أجيد الحب، وما عادت كلمة حبيبتي من
أفواه الرجال تطربني.
ها هي خمس سنوات مضت كلما زرت فيها قبرك تقفز
أمامي ذكرى تلك الحادثة وأنت مُسجّى على المحفة، وكأني أتنفس بقاياها في كل
الزوايا.
إرسال تعليق