احتضنت كلية اللغة العربية يوم الثلاثاء 4 اكتوبر 2022 درسا افتتاحيا ألقاه الأستاذ ابراهيم الخطيب في موضوع: الشكلانيون الروس أربعون عاما على صدور الترجمة العربية، بحضور السيد نائب رئيس الجامعة الدكتور بلعيد بوكادير وعميد الكلية الدكتور أحمد قادم، والزملاء والزميلات الأساتذة، والطلبة ومثقفين وباحثين من مراكش.
شكل الدرس الافتتاحي الذي القاه الناقد إبراهيم الخطيب لحظة مهمة أتاحت للحضور فرصة استعادة السياق العام، مغربيا وعربيا، الذي أحاط بانجاز ترجمة كتاب نظرية الادب لتزفيتان تودوروف. وقد اوضح الأستاذ المحاضر أن صدور كتاب كتاب «نظرية المنهج الشكلي: نصوص الشكلانيين الروس»، وهو ترجمة لنصوص مختارة من كتاب «نظرية الأدب» Théorie de la littérature لتزفيتان تودوروف، شكل إحدى الخطوات الاستباقية التي ترمي إلى توجيه النقد الأدبي في المغرب نحو اكتشاف الشكلانية الروسية كأفق رحب والاطلاع على كبرى مفاهيمها المتعلقة بالنص الأدبي، بصفة عامة، والنص السردي بصفة خاصة، وكذا التعرف على أبرز المساهمين فيها، وهم إيخنباوم، وشلوفسكي، وطوماشيفسكي.
وبما أن النقد الأدبي في بلادنا كان بحاجة إلى مفاهيم محايثة وملائمة لقراءة النصوص القصصية والروائية الجديدة التي كانت تصدر في العالم، وكذا تلك التي كان بعض الكتاب المغاربة يقومون بإبداعها ونشرها، فإن كتاب «نظرية المنهج الشكلي»، قدم ذخيرة هامة من الاصطلاحات والمقاربات التي عملت بصورة تدريجية على تجاوز النقد الذوقي والسوسيولوجي والإيديولوجي الذي كان سائدا على صعيد الجامعة وفي النقد الصحفي المتداول بالملاحق الثقافية، بغية الوصول إلى نقد معاين لجماليات الشكل ومتحرر من إرغامات السياق الثقافي والتاريخي.
يذكر أن حركة الشكلانيين الروس ظهرت في روسيا سنة 1915، ثم تم إقبارها سنة 1930، بعد انتقاد السلطة الجديدة في الاتحاد السوفياتي لها منذ سنة 1917، وإصدار اتحاد الكتاب السوفيات في أواخر عشرينات القرن الماضي قراره باعتبار (الواقعية الاشتراكية) معتقدا رسميا للدولة على صعيد الثقافة والخلق الأدبي. صدر كتاب «نظرية المنهج الشكلي: نصوص الشكلانيين الروس»، عن الشركة المغربية للناشرين المتحدين SMER، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت سنة 1982.
وقد تفاعل الحضور مع درس الاستاذ إبراهيم الخطيب من خلال مجموعة من المداخلات القيمة والأسئلة المهمة التي نبهت على الحاجة الماسة لإعادة قراءة مرحلة مهمة من تاريخ النقد الأدبي المغربي، خصوصا خلال فترة الستينيات، والفورة التي حدثت لاحقا خلال سنوات الثمانينيات والتسعينيات.
مجلة فن السرد | متابعات
إرسال تعليق