لماذا القصة القصيرة؟
(ذات يوم وأنا شاب، لاحظت أن يوسف إدريس لا يكتب إلا القصة القصيرة، بينما يملأ نجيب محفوظ الدنيا برواياته. سألته: لماذا لا تكتب الرواية، يا دكتور يوسف؟ قال لي: "الكتابة نفَس. هناك سباح لا يسعفه نفسه إلا في حدود مائة متر، وهو بطل في هذه المسافة، وآخر يصل به نفسه إلى ألف متر، وأنا نفسي قصير". أظن أن نفسي قصير، تناسبه القصة القصيرة، وكثيرا ما أتذكر كلمة "تشيخوف" عن الرواية، حين قال إنها "عمل النبلاء"، ويقصد عمل من لديهم وقت طويل! لكن، في النهاية، هناك قصة قصيرة تناطح مئات الروايات، وتعيش بعدها، فالمعيار هو جودة العمل الفني لا حجمه. أنا أخشى الرواية، وأنظر إلى من يكتبها نظرة "جلفر" إلى العمالقة)).
أحمد الخميسي، مجلة الدوحة، العدد 143-سبتمبر 2019.
إرسال تعليق