تعقبت المتعاليات النصية التي تفاعلت معها القصة القصيرة جدا ، معتمدا على خلفية نقدية، تستوحي مقولاتها ومتصوراتها من شعرية "جيرا جنيت"، كما استدل عليها في كتابه: (Palimpsestes …) ، فتبين لي أن هاته القصة غيبت تفاعل علاقة التعدية النصية (Hypertextualité)، التي تتبين في تفاعل نص لاحق، يسمى نصا متعديا، مع نص سابق يسمى نصا لازما، ويكون التفاعل آنئذ عبارة عن تحويل نص إلى آخر، أو تقليده ومحاكاته.
وما دمت قد قرأت البارحة نصا إبداعيا راقيا للقاص حسن برطال، نشره على صفحة سنابل للقصة القصيرة جدا، التي يشرف عليها القاص: عبد اللطيف بولجير، وذلك بتاريخ: 23 شبنبر 2018، فقد عنَّ لي أن أكتب نصا متعديا من وحيها، معتبرا نصه لازما باعتبار تنظيرات "جيرار جنيت"، وحتى تتبينوا ما قمت به لكم أولا نص القاص حسن برطال:
المرأة السيليكون
سارق الدمية يشعر بالخوف .. يقطعها أطرافا ، أطرافا
ثم يدفن الرأس، الصدر والمؤخرة
في أماكن مختلفة من جسد الممثلة هيفاء../
أما نصي المتعدي، فهو:
امرأة في أخرى
أغمس ريشته في الدواة ، وكتب بها تفاصيل أنثى، ولما قرأها القارئ، لم يقرأ في دوالها سوى مدلول الممثلة هيفاء.
فهذا النص سأعينه بتعيين جنسي جديد هو: القصة القصيرة جدا المتعدية، بينما سابقه يبقى لازما، للدلالة فقط على أنه النص السابق، ونصي هو اللاحق.
مجلة فن السرد
إرسال تعليق